تتكون القرى الصددية الآرامية من خمس قرى هي صدد والحفر وفيروزة وزيدل والفحيلة حيث لا يزال بعض سكانها يتكلمون اللغة الآرامية وهي لغة الرب يسوع المسيح.

صدد

قرية قديمة في سورية ورد ذكرها مرتين في الكتاب المقدس بالعهد القديم وهي على بعد 60 كم جنوب حمص و 100 كم شمال شرق دمشق، وتدل الشواهد الأثرية على أنها كانت مأهولة منذ أقدم العصور وكانت من ضمن أرض كنعان، إضافة لهذا فقد كانت المدينة محطة مهمة للقوافل التجارية

أصل التسمية

يعتبر اسم صدد من الأسماء السامية وقد اختلفت التراجم حول معنى الاسم باللغة الآرامية، ويُعتقد بأنّ معناه جانب الجبل وهو عبارة عن موقع يحكى بأنه كان عبارة عن برج يقع على الحدود الكنعانية الشمالية وهذه هي التسمية الجغرافية للمدينة ويقال بأن معنى الاسم هو الجوهرة الثمينة وتعتبر هذه التسمية التجارية لها.

حول قرية صدد

يوجد في صدد واحدة من أقدم الثانويات في المحافظات السورية تمّ إنشاؤها عام 1962م، وتشهد القرية العديد من النشاطات الترفيهية والثقافية ومن أهمها مهرجان صدد العراقة حيث يتم من خلال هذا المهرجان تسليط الضوء على معالم القرية وتاريخها العريق. كما ضمت القرية رفات الشاعر العربي أبو فراس الحمداني لأكثر من ألف عام حتى تم نقل رفاته إلى مدينة حمص.

الآثار والشواهد التاريخية في صدد

يرجع تاريخ صدد الفعلي إلى الألفية الثانية قبل الميلاد ومن أهم الشواهد الأثرية التي تمّ العثور عليها هناك في المنطقة القبور أو النواويس الواقعة إلى الشمال الغربي من صدد وتحديداً في منطقة عمرو التي تسمى الدير بالسريانية، وقد كان يطلق على الدير قديماً اسم (مار ماما) والذي كان بمثابة كاتدرائية يتم فيها تخريج أساقفة الرهبان وقد اندثر هذا الدير عام 1715م وقد عثر فيه على عدد من التوابيت الحجرية لمشاهير وعظماء كان لهم أثر في تاريخ المنطقة.

تمكنت البعثات الأثرية المرسلة إلى صدد من الكشف عن معبدِ وثني يعود لإله الآراميين (حدد) الذي يعود تاريخه إلى ما قبل ميلاد السيد المسيح، وكان هذا المعبد يقع بعيداً عن العمران بين الحقول والبساتين حيث كان يعتقد بأنّه كان معبداً لآلهة الخصب وتم بناؤه على عدة مراحل، المرحلة الأولى كانت بناء الهيكل والذي كان عبارة عن قبة عالية بُنيت من حجارة كبيرة وقد كانت عريضة الجُدران تأخذ شكل الدائرة وقد تحول فيما بعد إلى كنيسة، أما المرحلة الثانية فقد بُنيت بأعمدة ضخمة ومجموعة من الأقواس التي تشكل في النهاية سقفاً معقوداً من الحجارة، بينما كانت المرحلة الثالثة والأخيرة من خلال إنشاء عدد من القناطر من جنوب المعبد إلى شماله مع سقفٍ خشبي ينتهي بفتحة تطلُ على الغرب وهي باب الكنيسة، وقد تم بناء كنيسة مار جرجس أو كنيسة الخضر على أنقاض هذا المعبد ولا تزال الكنيسة موجودة حتى اليوم.

تم فرش الأرض بالبلاط الحديث سنة 1955 م ويوجد فوق جرن المعمودية حجر بازلتية مكتوب عليها بالحرف اليوناني كتابات تشير الى قدم الكنيسة ولعل أبدع ما في الكنيسة هي مجموعة الرسومات الدينية التي رسمها الفنان الأسقف إبراهيم اليازجي في القرن الثامن عشر وتعتبر هذه اللوحات في صدد من أغنى الآثار التي يقصدها السواح و تمثل بعضاً من الأحداث الدينية وصوراً للآباء والقديسين وهي رسومات فريدة من نوعها بالعالم.

من الآثار الأخرى والمهمة في صدد هو برجٌ رومانيٌ قديم شُيد لمراقبة القوافل التجارية ويبلغ ارتفاعه 22 متراً، وكان هذا البرج يتألف من عدة طبقات ومبني من أحجار كلسية كبيرة مكعبة وضخمة على غرار الأهرامات و الحصون و الأبراج المنيعة مثل سور دمشق وبعلبك ويرتبط هذا البرج بتل أثري مبني من الحجارة و الطين عن طريق نفق تحت الأرض استخدم لمراقبة الغزو المحتمل على البلدة في العهود الماضية ثم بدأ يتعرض للسقوط بسبب العواصف و الرياح الهوجاء التي هدمت جزءاً منه وذهب ضحيته 15 رجلاً من أهل البلدة عبر حوادث متكررة و بعد ذلك وتحديداً في عام 1919م طالب أهل البلدة بترميمه فرفضت حكومة الإنتداب الفرنسي آنذاك الامر فاضطر الأهالي لهدمه خوفاً من وقوع كوارث أخرى.

لقد كان المسافر بين بغداد ودمشق يمر بين الأشجار الوارفة الظلال ويأكل من ثمرها وأهمها قناة الحفر و تعود الى عام 1835 و قناة الرحيبة و قناة صدد التي كانت مزرعة ضخمة تضم فواكه متنوعة ومنتزها جميلا إلا أنها جفت منذ عام 1975 و هناك أقنية لم يتم تعزيلها واستثمارها بعد و منها قناة جب نهيش و أم حارتين وغيرها وهذا ما يفسر كثرة انتشار الأقنية الرومانية في بعض أرجاء القرية.

الحفر

تقع جنوبي شرقي حمص على بعد 69 كم وترتبط إدارياً ببلدة صـدد التي تبعد عنها مسافة 7 كم جنوباُ
في عام 1825 م قامت مجموعة من الأشخاص من قرية صدد بمحاولة لتعزيل قناة رومانية موجودة على بعد 7 كم جنوب صدد حيث كانوا يقومون بذلك نهاراً ويعودون إلى صدد ليلاُ واستمر ذلك نحو 4 سنوات إلى أن قام أولئك حينئذ بالاستقرار نهائياُ في بلدتهم الجديدة الحفر. يوجد في قرية الحغر ثلاث كنائس هي كنيسة مار برصوم وكنيسة البروتستانت وكنيسة الكاثوليك.

فيروزة

تبعد عن مدينة حمص ما يقارب 5 كم وأصبحت تعد ضاحية جنوب شرق حمص حيث أن مساحة أراضيها الزراعية تعتبر كبيرة نسبة لغيرها من القرى المجاورة معظمها شجرية بسبب قلة المياه.
ياتي اسم فيروزة كما هو متعارف عليه بين أهلها من الفيروز وذلك لكثرة الخضرة في بساتينها مثل العنب واللوز والزيتون وأهم ما تميز به أهالي فيروزة هو حبهم لبعضهم وانسجامهم الاجتماعي المطلق وكأنهم عائلة واحدة يتعاونون ويتشاورون وفي حقيقة الأمر كلهم أعمام وأخوال وأنساب ولا يوجد فيه فرد واحد لا تربطه علاقات قربى مع أكثر الأهالي وتميز الفيروزيون القدامى باللباس التقليدي الموحد عند الرجال وكذلك عند النساء ومثله عند الأطفال حتى أن طراز البناء متشابه عند الجميع وكانت تصنع البيوت آنذاك من الطين وتسقف المنازل بالخشب والقصب والطين وكانت الدار الواحدة تجمع عدة أسر كبيرة يجمعهم الحب وتشد فيما بينهم روابط القربة.

زيدل

تحظى قرية زيدل بمكانة هامة بين القرى الحمصية فهي تعد من أكبر القرى ذات الطابع المسيحي في المحافظة تقع زيدل إلى الشرق من مدينة حمص على بعد خمسة كيلو مترات منها وهي تشكل جزء من ضواحيها كما يحدها من الجنوب فيروزة.

أصل التسمية

إن أصل التسمية مختلف عليه لكن أكثر ما يقال أن كلمة زيدل مقطعان زيد إيل أي خير الله، كما أن تفسير زيدن هو زيد آن و الإله آن عند اليونان هو إيل عند السوريين فالمعنى واحد وتدل الخرائب الموجودة فيها على أنه شهدت عدة موجات بشرية عبر العصور. كما يرجع البعض أصل التسمية إلى الملك زيد إيل الذي كان في هذه المنطقة في القرن الثاني قبل الميلاد.

حول القرية

لقد بنى الزيدليون بيوتهم من الطين والحجارة البازلتية في البدء بشكل عشوائي حول بئر القرية تفصلها أزقة متعرجة ثم اتسعت البيوت لتتسع القرية معها. ثم أحدثت بلدية زيدل تلاها المخطط التنظيمي الذي نظم البناء في القرية.

زيدل ذات أراض سهلية خصيبة لاسيما في جهتها الشرقية وجميع أراضيها صالحة للزراعة مع تفاوت بسيط بين موقع وآخر، تقدر مساحة أراضيها بحوالي 5521 هكتار تقريباُ. تعتمد الزراعة في زيدل على العنب واللوز والزيتون إضافة إلى الأشجار المثمرة كالتفاح والدراق والحبوب كالقمح، الشعير، العدس والكمّون بشكل ضئيل وهناك أيضاً البطاطا والفليفلة بأنواعها والبندورة والباذنجان والخس والبطيخ.

يعتبر معمل حمص لتصنيع العنب (معمل العرق) الذي بدأ العمل عام 1972 من أهم معامل الدولة في زيدل يعمل فيه عدد كبير من مهندسي زيدل، وهو يؤمن تصريف عنب المنطقة خاصة العنب السلموني. والمعمل ينتج عرق ونبيذ الميماس إضافة للبراندي.

التعليم قديم العهد في زيدل إذ كانت الكنيسة هي من تقوم بهذا الدور وكان العلم مشتملاً على اللغة السريانية ومبادئ الحساب والفروض الكنسية. خرّجت مدارس زيدل أطباء وصيادلة ومهندسون ومعلمون ورجال دولة وقضاء رفعوا اسمها عالياً، وبعضهم هاجر للأمريكيتين ونجح نجاحاً باهراً، حتى أنه يوجد في زيدل شيوخاً يتكلمون الفرنسية والإنكليزية بطلاقة.

ومن الجدير بالذكر أن زيدل تمتاز عن كل قرى الريف السوري بأن شبر واحد فيها لم يخضع يوماً للإقطاع في الوقت الذي كانت فيه العديد من القرى السّورية ترزح تحت الحكم الإقطاعي، وللزيدليين مواقف مشرفة في مواجهتهم للإقطاعيين الطامعين في خصب أراضيهم فاستحقت قريتهم الجميلة التمييز.

الفحيلة

تقع جنوب شرق حمص وتبعد عنها 20 كم وتزرع أرضها باللوز والكرمة والزيتون كما يوجد فيها مدارس ابتدائية وإعدادية وثانوية وهناك بلدية ومركز صحي